أراوخو.. من صخرة الدفاع إلى نقطة الضعف الأكبر في برشلونة
لم تكن مشكلة رونالد أراوخو في الماضي تتعلّق بقيمته الدفاعية العامة، بل كانت متمحورة حول نواقص واضحة في اللعب تحت الضغط وضبط مصيدة التسلل، خاصة عند مقارنته بمدافعين يمتلكون جودة تمركز أعلى مثل إنييغو مارتينيز.
ومع ذلك، كان يمتلك عناصر تفوق جعلته ركيزة أساسية في منظومة الفريق: القوة البدنية، السرعة، والقدرة على الفوز بالثنائيات.
لكن المشكلة أن حتى هذه المزايا اختفت تدريجيًا في آخر موسمين، إذ بات أراوخو يخسر ثنائيات كثيرة، ويُراوغ بسهولة في مواقف 1 ضد 1، ويظهر تفوق مهاجمي الخصم عليه بدنيًا قبل أن يكون فنيًا.
حدث ذلك بوضوح أمام ماركوس تورام في مباراة إنتر ميلان الموسم الماضي، وظهر بشكل فاضح هذا الموسم عندما تفوق مهاجم بروج عليه مرات عديدة في مباراة 3-3، إلى جانب تكرار المشهد في مواجهات أخرى.
وبذلك، فقد أراوخو أهم ما كان يميّزه، وأصبح — وفق الأداء الحالي — بعيدًا حتى عن مستوى مدافع بديل، فضلًا عن كونه قائدًا للخط الخلفي.
فليك أيضًا يتحمل المسؤولية
ورغم أن طرد أراوخو بسلوك غير مسؤول كان نقطة تحول، فإن برشلونة لم يكن جيدًا حتى قبل الطرد.
وبدلًا من أن يُحسن هانزي فليك التعامل مع الشوط الثاني، ارتكب قرارًا مثيرًا للدهشة بإقحام ماركوس راشفورد — المعروف بقلة ضغطه وكسله الدفاعي — على حساب فيران توريس، مما أدى إلى:
-
إفراغ وسط الملعب أكثر
-
إضعاف الضغط من الأمام
-
كشف الدفاع خلف خط الوسط
-
جعل الاختراق على برشلونة مهمة سهلة كالمعتاد هذا الموسم
فليك لم يضف لاعب وسط إضافيًا بجانب دي يونغ، ولم يستفد من إمكانية إبقاء إريك غارسيا كمحور والصعود بمدافع صريح، بل اتخذ قرارًا زاد الفوضى بدلًا من معالجتها.
برشلونة أمام منعطف حقيقي
أراوخو يقدم موسمًا كارثيًا، وهناك لاعبون آخرون يمرّون بانحدار مماثل، في وقت بدأ فيه فليك يرتكب أخطاء أكبر مما كان متوقعًا.
ورغم كل ذلك، لا يزال الموسم طويلًا، وما زال بإمكان المدرب:
-
إعادة ضبط المنظومة
-
معالجة التوازن في الوسط
-
تحسين الضغط
-
استعادة شخصية الفريق الدفاعية
الأسابيع الأولى من 2026 ستكون حاسمة لتحديد ملامح موسم برشلونة وعودة الفريق إلى الطريق الصحيح.



